أطلقت مازدا Mazda حديثاً عدداً من الأنظمة الوقائية الملفتة مع أكسيلا Axela 2017 في اليابان، قبل وصول الموديل خلال الخريف الى الأسواق الخارجية (منها أوروبا) حيث يعرف إجمالاً تحت تسمية مازدا Mazda3 (راجع صفحة العرض العام).

وإذ عُرِفَت تقنيات "سكاي أكتيف" Skyactiv لدى مازدا بتطورها المستمر منذ العام 2011، لزيادة فاعلية المحركات وأنظمة نقل الحركة مع تخفيف الوزن وزيادة الرشاقة، تأتي اليوم "سكاي أكتيف فيهيكل دايناميكس" Skyactiv-Vehicle Dynamics، أو "سكاي أكتيف دايناميكس" (أو الدينامية) إختصاراً، بنقلة نوعية تتمثل بمنظومة متكاملة في مازدا Mazda3 الجديدة، قبل تعميمها تدريجاً على معظم موديلات الماركة اليابانية،.

أولاً المهمة، وهي محددة بـ:
– إستباق مسببات تمايل الهيكل عرضياً وحتى الشرود أو الإنزلاق قبيل دخول المنعطفات، وأثناء التعامل معها حتى إنتهائها،
– تثبيت السيارة والمقود للحد من مخاطر فقدان التحكم لدى الإنتقال من خط سير الى آخر بسرعة، خصوصاً في الظروف الإنزلاقية،
– تخفيف مسببات غوص الهيكل (هبوط المقدم مع إرتفاع المؤخر) لدى الكبح بقوة مثلاً بفعل التسارع السلبي)، أو العكس، جموحه (إرتفاع المقدم وهبوط المؤخر) لدى إشتداد تسارع السيارة عند الإنطلاق بقوة أو ضخ الوقود لدى الخروج من منعطف، أو أثناء ذلك.

وحتى قبل بلوغ مخاطر التمايل الشديد، "تعيش" أجسامُنا التمايلات العادية من دون أن نلاحظها دوماً، كونها مألوفة ومتوقعة في المنعطفات أو لدى التجاوز أو الكبح والإنطلاق المتكررين في المدن. وهو ما يؤدي الى تراكم تأثيراتها البسيطة وترجمتها الى التعب الذي نشعر به عند النزول من السيارة بعد رحلة متوسطة أو أطول، أو الى ضيق الصبر تحت "وابل" أسئلة الأطفال في المقعد الخلفي مثلاً، أسئلة قد لا تزعج إطلاقاً في ظروف أخرى مريحة.

نصل هنا الى تقنية "جي في سي"، أو "جي فكتورينغ كونترول" G-Vectoring Control، "التحكم بقوة التسارع الموجّه"، والتي تطلق ضمن عائلة جديدة من تقنيات التحكم بحركة السيارة vehicle motion control technology، وكلها تحت مظلة نظام سكاي أكتيف دايناميكس Skyactiv-Vehicle Dynamics.
بمعنى أبسط (من دون الخوض بفيزيائيات التسارع والجاذبية)، يتم تصويب توجه السيارة أثناء تسارعها acceleration، تبعاً لسرعتها السابقة وحمولتها وطبيعة الأرض.

عملياً، فور تحريك المقود لبدء الإنعطاف، يخفض "جي فكتورينغ كونترول" عزم دوران المحرك بنسبة غير ملحوظة عموماً، إنما تكفي لنقل قسم من وزن السيارة الى المقدم ليزداد الثقل على عجلتَي التوجيه الأماميتين فتتحسن دقة إنعطاف السيارة.

وأثناء الإنعطاف، أي بعد مهلة قصيرة جداً، يعود عزم الدوران الى ما كان عليه، فيرتد بعض وزن السيارة الى المؤخر الذي يتبع عندها حركة الإنعطاف بمزيد من "الطاعة" فيتحسن الثبات، بما أن كلاً من المقدم والمؤخر "نال نصيبه" مما يلزمه لتحسين إنخراطه في الوجهة التي يريدها السائق.
ويذكر مروراً أن هذا التحكم بنقل الوزن بين المقدم والمؤخر لا يزيد ثبات العجلات على الأرض فقط، بل يخفف ايضاً التمايل الجانبي مع زيادة الراحة للسائق والركاب.

وتشير مازدا الى أن البرمجة الإلكترونية لنظام جي في سي تتيح ضبط عزم دوران المحرك بإستمرار وفقاً لكل من توجيهات المقود (لا سيما أن نظامَه كهربائيٌ وتقاس حركاته بدقة) ووضعيات دواستَي الكبح والوقود، ليتم التفاعل بسرعة ونعومة.
وتضيف الشركة اليابانية بأن هذه التقنية تعمل في الظل، في القيادة اليومية العادية كما في الإستثناءات التي تتطلب تجنب وقوع حادث، على الطرقات الجافة كما في الطقس الماطر أو المثلج، أو على الطرقات السيئة، من دون أن يشعر السائق أو الركاب بتدخلها، إذ لا تتعدى قوة خفض التسارع حداً أقصاه جي 0.01 G، وهو حد لا يشعر به الإنسان لكنه يكفي لإخضاع السيارة لتوجيهاته بسرعة تفوق، وفقاً لمازدا، سرعة ردود فعل أمهر السائقين المحترفين.
وتلفت مازدا أيضاً الى أن "تطويع" السيارة لتوجيهات السائق تعطي الأخير مزيداً من الثقة وشيئاً من التسلية في القيادة، مع خفض درجة التعب، نظراً الى الحد من الحاجة الى تصويب المقود بإستمرار في تلك الحركات اللاشعورية على الطرقات الفرعية أو السريعة مثلاً، مهما كانت بسيطة.
ومن أهم الميزات الأخرى لهذه التقنيات عدم إثقال السيارة بأي وزن إضافي، لأنها مبنية على برمجة إلكترونية تحلل المعطيات لتحديد كيفية إستجابة عناصر النظام الموجودة أصلاً: المحرك وأنظمة التوجيه ونقل الحركة، والبنية الهيكلية.
لذلك تعتزم مازدا تعميم هذه التقنية على فئات مازدا3 الجديدة ثم على أي من الموديلات الأخرى التي تستغل محركات سكاي أكتيف (بإستثناء الفئات المهجنة في الوقت الراهن)، وخصوصاً، من دون اي كلفة إضافية لأنها أصلاً ضمن برمجة المحرك.
بطبيعة الحال، يبقى الإختبار الأهم بين يديك، فلكل شعوره الخاص وتوقعاته من أي سيارة، وفقاً لأسلوب قيادته ولحاجاته منها بالذات. وأقرب سبيل الى ذلك هو إستعارة سيارة من الوكيل لتجربتها بنفسك، مجاناً.
مصدر الصور والرسوم: مازدا موتور كوربورايشن. تعريب الرسوم وتعديلها: موشن ترندز.
◄◄◄ جديد مازدا3 في الإنارة ورصد المارة والسيارات وإشارات المرور... ◄◄◄